«تسلل» قصة قصيرة للكاتبة سهام الوهيبي

قصة قصيرة للكاتبة سهام الوهيبي
قصة قصيرة للكاتبة سهام الوهيبي

تربَّعَ الليلُ السَّرمَدي على عرشِ الكوْن ، ثم كانت الضجَّةُ دون مُقدمات ! نظرْتُ إلى الجانبِ الآخَرِ من حياتِنا المُظلِمة ، لمحتُ أضواءً تتوهَّج .. تمنيتُ الاقترابَ ، فأنا أعشقُ الصباحَ وإشراقتَه .. لكنَّ الأوامرَ ألا نجتازَ السياجَ َالخانق ..فكان الفرارَ القرارُ ....

 

تسلَّلتُ وانزَلقْت .. الأرضُ غيرُ مُمَهدةٍ للوصول .. لم أقابلْ في رحلتي سوى .. حجارةٍ .. أسلاكٍ .. دَوِيٍ مرعب ..

أقول في نفسي: أبداً لن أتراجع .. سأظَلُّ صامدةً، في طريقي إلى النور .. فكلُّ ما عداهُ أسود، وسأتخطَّاه .. انتبهتُ إلى صوتٍ خافتٍ يُرافقُني لإقناعي بالعودة، وجوْهرتَينِ لامعَتين أمامي لتدلَّني على الطريق .. إنها قطةٌ سوداء .. ! تَبغي أن تَردَّني عن الإقدامِ إلى المجهول.

في البَدء ، أرعبَني ظهورُها ولونُها ، ثم اعتدتُ عليها ، وأكملنا المسيرَ معاً .. أخشى أن أُصدِرَ صَوْتاً ، وكذلك هي .. لابُدَّ أنَّ التحذيراتِ المُكثَّفة قد وصلتْها .. ! اقتربنا .. لم يكُن الضَّوءُ ، والضجيجُ كما تخيَّلتُ لحياةٍ صاخبة .. إنها نيرانٌ تبتلعُ الحياة .. هديرٌ يقتلعُ الآمال ..

صرخاتٌ تشقُّ السماء .. والأرضُ من تحتِها، تنزفُ ضحايا هذا الصَّخَبِ اللعين ..

أُتَمتِمُ في حَيرَة: ماذا فعلتُ في نفسي ، وما العملُ الآن ؟

قَفَزَت القِطةُ مُرتجِفةً، تختبئ في صدري ..

مُعاتِبةً لي بنظراتِها التي خَبَت لمعتُها ..

احتضنتُها لتطمئن .. وأنا أُردِّد:

وماذا عنِّي ، وفي أيِّ حضنٍ أتوارى ؟!